Monday, 18 March 2024
A+ R A-

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولًا وفِعلًا: التَّواضُعُ والحِلْمُ (١)

Click here to download files

Title in English

للقراءة باللغة العربية

God's Worshipers 1: Humbleness & Patience

Philadelphia, PA - Friday 9th of Ramadan, 1436 - Jun 26th, 2015

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولًا وفِعلًا: التَّواضُعُ والحِلْمُ (١)

الجمعة فلادلفيا ٩ رمضان ١٤٣٦ هـ - ٢٦ حزيران ٢٠١٥ر

God's Worshipers 2: Tahajjud Part 1

Philadelphia, PA - Friday 23rd of Ramadan, 1436 - Jul 10th, 2015

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولًا وفِعلًا: التَّهَجُّد (٢)

الجمعة فلادلفيا ٢٣ رمضان ١٤٣٦ هـ - ١٠ تموز ٢٠١٥ر

God's Worshipers 3: Tahajjud Part 2

Philadelphia, PA - Friday Jul 25th, 2015

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولاً وفِعلاً: التهجد (٣)

الجمعة فلادلفيا الجمعة فلادلفيا ٨ شوَّال ١٤٣٦ هـ - ٢٤ تموز ٢٠١٥ر

God's Worshipers 4: Torture of Hellfire Part 1

Philadelphia, PA - Friday Aug 7th, 2015

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولاً وفِعلاً: عَذابُ جَهَنَّمَ (٤)

الجمعة فلادلفيا ٢٢ شوَّال ١٤٣٦ هـ - ٧ ءاب ٢٠١٥ر

God's Worshipers 5: Torture of Hellfire Part 2

Philadelphia, PA - Friday Aug 28th, 2015

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولًا وفِعلًا: عَذابُ جَهَنَّمَ (٥)

الجمعة فلادلفيا ١٤ ذو القَعدة ١٤٣٦ هـ - ٢٨ ءاب ٢٠١٥ر

God's Worshipers 6: Torture of Hellfire Part 3

Philadelphia, PA - Friday Nov 13th, 2015

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولًا وفِعلًا: عَذابُ جَهَنَّمَ (٦)

الجمعة فلادلفيا أوَّل صَفَر ١٤٣٧ هـ - ١٣ ت٢ ٢٠١٥ر

God's Worshipers 7: Extravagance & Stinginess Part 1

Philadelphia, PA - Friday Dec 11th, 2015

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولًا وفِعلًا: الإسرافُ والتَّقْتيرُ (٧)

الجمعة فلادلفيا ٢٩ صفر ١٤٣٧ هـ - ١١ك١ ٢٠١٥ر

God's Worshipers 7: Extravagance & Stinginess Part 2

Philadelphia, PA - Friday Jan 8th, 2016

عِبَادُ الرَّحْمَن قَولًا وفِعلًا: الإسرافُ والتّقْتيرُ (٨)

الجمعة فلادلفيا ٢٨ ربيعٌ الأوَّل ١٤٣٧ هـ - ٨ ك١ ٢٠١٦ر

الحمدُ لله الَّذِى نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا* والصلاةُ والسلام على نبيّـِه محمدٍ أرسله للعالَمين مُبشّـِرًا ونذيرًا* وعلى ءاله وصحبه وتابعيهم مِمَّن جاهد نفسَه فصار وبعدُ عبادَ الله اتقوا اللهَ. قال اللهُ تعالى: ﴿ قُلِ ادْعُواْ اللهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا* وَقُلِ الْحَمْدُ للهِ الَّذِى لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فى الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِىٌّ مّـِنَ الذُّلّ وَكَبّـِرْهُ تَكْبِيرًا ﴾ (الإسراء ١١٠-١١١).

ثم اعلموا -رحمكم الله- أن المخلوقاتِ (الجواهرَ والأعراضَ) من حيث الوجودُ متماثلةٌ. ويقع التفاضلُ بينها بالصفات. فالأنبياء أفضل المخلوقات، والملائكةُ والصالحون بعدهم. وقد ذكر الله ءاخرَ سورة الفرقان (الآيات ٦٣-٧٦) عبادَه المؤمنين، وذكَر أحد عشر وَصْفًا من أوصافهم من التَّحَلّـِى والتَّخَلّـِى، وهى: التواضعُ، والحِلْمُ، والتهجُّدُ، والخوفُ، وتركُ الإسرافِ والإقتارِ، والنزاهةُ عن الشركِ والزنى والقتلِ، والتوبةُ، وتجنُّبُ الكذبِ، والعفوُ عن المُسِىءِ، وقَبولُ المَواعظِ، والابتهالُ إلى الله.

فأوّلُ صفتين فى قول الله عز وجلّ: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا ﴾ الفرقان ٦٣

إنّ الخلقَ كلَّهم عبادُ الله. لكن أضاف اللهُ هؤلاء المتحلّين بهذه الصفات إلى عبوديته تشريفًا لهم، كما قال تعالى: ﴿ سبحان الذى أسرى بعبده ﴾ (الإسراء ١)، ﴿ ناقةَ الله ﴾ (الشمس ١٣). فمن أطاع اللهَ وعبَده وشغَل سمعَه وبصرَه ولسانَه وقلبَه بما أمره فهو الذى يستحق اسمَ العبودية، ومن كان بعكس هذا شمله قوله تعالى: ﴿ أولئك كالأنعام بل هم أَضَلُّ ﴾ (الأعراف ١٧٩) يعنى فى عدم الاعتبار . فالمقصود: وعبادُ الرحمن هُمُ الذين يمشُون على الأرض هونًا بالسَّكِينة والوَقار، كما كان يمشى رسولُ الله ﷺ برفق وتثبُّت دون عجلة (الشفا ١/١٣٨).[1] وقال ابن عباس: بالطاعة والمعروف والتواضع. وقال الحسن: حُلَماءُ إن جُهِل عليهم لم يَجهَلوا. وقيل: لا يتكبرون على الناس. وهذه كلها معان متقاربةٌ. ويجمعها العلمُ بالله والخوفُ منه، والمعرفةُ بأحكامه والخشيةُ من عذابه وعقابه.

قوله تعالى: ﴿ وإذا خاطبَهم الجاهلون قالوا سلامًا ﴾ قال مجاهد: معنى ﴿ سلامًا ﴾ سَدادًا. أى يقول للجاهل كلاما يدفعه به برفق ولين. وقال مقاتلُ بنُ حَيّان: أىْ قولًا يَسْلَمُون فيه من الإثم. فالإغضاءُ عن السفهاء مستحسَنٌ شرعًا ومروءةً (كما فعل زينُ العابدين علىُّ بن الحسين رضى الله عنهما بقوله: وعنك أُغضِى، لمن سبَّه وقال له إيَّاكَ أعنِى).

والأنبِياءُ كانوا أشدَّ النَّاسِ تواضُعًا مع ما لهم من الجاهِ عِندَ اللهِ. ومِن أمثِلَةِ ذلكَ أنَّ الرَّسولَ ﷺ كانَ لمَّا يُصْبِح الصَّبَاحُ ويكونُ دَوْرُهُ فى المبيتِ عندَ واحِدَةٍ من نِسَائِهِ يَقِفُ عِندَ بابِ هذهِ غيرِ التى دَوْرُها فى تلك الليلةِ ويقولُ السَّلامُ عليكُم ورَحمَةُ اللهِ وبركَاتُه، ثم يقفُ عند الأخرى، ويقولُ مثلَ ذلكَ حتَّى يَعُمَّ الجميعَ. وهَذا من شِدَّةِ التَّواضُعِ وَحُسْنِ العِشْرَةِ. الأنبِياءُ من أوَّلِ نَشْأتِهِمْ تَمَرَّنوا على التَّواضُعِ والصَّبْرِ على التَّعَبِ فى خِدمَةِ الخَلْقِ. لذلِكَ كلُّ نبىّ منَ الأنبِياءِ سَبقَ لهُ رِعْيَةُ الغَنَمِ؛ والغَنَمُ كثيرةُ التَّفَلُّتِ. فيَتْعَبُ الرَّجُلُ فى ردّها، هذهِ تذهَبُ الى هذه النَّاحيَةِ وهذهِ تذهبُ إلى هذهِ النَّاحيةِ وهكذا. فرِعْيَةُ الغَنَمِ تُمَرّنُ صاحِبَها على الصَّبْرِ والتَّعَبِ. حتَّى سُليْمانُ عليهِ السَّلامُ الذى أعطاهُ الله مُلْكًا عظيمًا -وأعطى أباهُ داود قبله كذلِكَ المُلْكَ والنُّبوَّةَ- رَعَى الغَنَمَ فى وقْتٍ من شبابِهِ. لذلكَ الأنبياءُ لمَّا كان يَدْعونَ الكُفَّارَ للإيمانِ بِاللهِ وكان هؤلاء يُقابِلونَهُم بِالسَّبّ والشَّتْمِ والافتِراءِ وأحيانًا بِالضَّرْبِ كانَ صبْرُ الأنبياء شديدًا على الأذى. نوحٌ عليهِ السَّلامُ كانَ يقولُ لهُمُ اعبدوا الله وحدَهُ ولا تُشركوا به شيْئا واتركوا هذهِ الأوثانَ. فكانوا أحيانًا يَضربونَهُ حتى يُغشَى عليْهِ. وكذلِكَ سيّدُنَا مُحَمَّدٌ عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ كان يحصُلُ لهُ مِثْلُ ذلك. مرَّةً الكُفَّارُ تَكَالبُوا عليْهِ، ومع ذلكَ ما كانَ يُقابِلُهُم بِالمِثْلِ معَ أنَّ اللهَ أعطاهُ قوَّةَ أربعينَ رجلًا. كانَ يقولُ لهم فى مَوْسِمِ اجتِماعِ قَبَائِلِ العَرَبِ: "أيُّها النَّاسُ قولوا لا إلَـهَ إلَّا اللهُ تُفْلِحوا" ويَصْبِرُ على أذاهُمْ ولا يُقَابِلُهُم بِالمِثلِ وإنَّما كانَ يَعْفو عنِ السَّيئَة. ولولا شدَّةُ تَواضُعِهِ وشدَّةُ صَبْرِهِ ما انتَشَرَ دينُهُ فى جزيرةِ العربِ كُلّـِها فى ظرفِ خَمْسٍ وعِشرينَ سنةً. قامَ وحْدَهُ ولم يكُن فى مَكَّةَ وما يليها من الجزيرةِ العرَبيَّةِ بينَ البَشَرِ مُسلِمٌ غَيرُهُ. ثم بِما أنَّهُ جُبِلَ على الصَّبْرِ والتَّوَاضُعِ دعوتُهُ أثَّرَتْ وانْتَشَرتْ حتَّى عَمَّتْ كُلَّ الجَزيرةِ العربيَّةِ فى حياتِهِ.

وهذا وصْفُ نهارِهم. وسيأتى وصفُ ليلِهم فى الخطبة القادمة إن شاء الله. أقول قولى هذا وأستغفر الله لى ولكم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعدُ، عبادَ الله اتقوا الله.

قال رسول الله ﷺ:"من تواضَعَ لله رَفَعَه" رواه مسلم فى الصحيح. ولذلك كان خُلُقُ الأنبياء التواضعَ لله تعالى بالتواضع مع المؤمنين. وفى مسند الإمام أحمد وغيرِه أن رسول الله ﷺ قال: "أنا زعيمٌ ببيت فى الجنة لمن ترك المِراءَ وإن كان مُحِقًّا." فالمِراء هو الجدال الذى ليس لوجه الله تعالى، الذى لا يراد به إحقاقُ الحق ولا إبطالُ الباطل، بل يراد به إخفاء الحق، أو يراد به التعاظم على الناس والترفع عليهم. هذا المِراءُ مذموم ممقوت عند الله تعالى ويوجب البعد من الله.

كان الإمام الشافعىُّ رضى الله عنه يقول إنى أجادل المرء لا أحب أن أكسرَه إنما أحب أن يظهر الحق ولو فى جانبه. فكان الإمام الشافعى قصده من جداله إظهار الحق ولم يكن قصدُه تهشيمَ الذى يجادله كما يكون قصدُ كثير من الناس عندما يجادلون. وهذا ذميم الخصال لا يحبه الله تعالى. فعلى المؤمن أن يتوخى إذا حاول أن يجادل أن يكون كلُّ همه إحقاقَ الحق وإبطالَ الباطل، ويغلبُ نفسه من أن يتغير قصدُه إلى حب الترفُّع على الناس ونصرةِ رأيه بحق أو باطل. جعلنا الله وإياكم من المتواضعين الناشرين للحق. اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات.

الجمعة فلادلفيا ٩ رمضان ١٤٣٦ هـ - ٢٦ حزيران ٢٠١٥ر


[1] كما روى الشيخان: "إذا أتيتم الصلاةَ فلا تأتوها وأنتم تسعَون. وائتُوها وعليكم السكينةُ والوَقارُ. فما أدركتم منها فَصَلُّوا، وما فاتَكم فأتِمُّوا."

لسان العرب: ‫وأنا ‫حذيرُكَ منه، أي: أُحَذِّرُكَهُ.

الاعتبار هنا من باب إن فى ذلك لعبرةً لأولى الألباب.

فى مقاييس اللغة: ‫قال الله تعالى: ‫فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ [الحشر 2]، كأنَّه قال: انظروا إلى مَنْ فعل ما فَعل فعُوقِب بما عوقب به، فتجنَّبوا مثلَ صنيعهم لئلاَّ ينزل بكم مثلُ ما نَزَل بأولئك.


ARI Docs Viewer: 'https://www.aicp.org/SupportingDocs/Audio/GodWorshipersWordsAndActions/Tahajjud_Part_1.pdf' file doesn't exist. Check that the correct path to the file is specified. The path is a case sensitive.

Share this post

Submit to DiggSubmit to FacebookSubmit to Google PlusSubmit to StumbleuponSubmit to TwitterSubmit to LinkedIn

Search our site

Listen to the Qur'an

Click

How to Become a Muslim

One becomes a Muslim by believing in the Two Testifications of Faith (referred to in Arabic as ash-Shahadatan) and uttering them with the intention of leaving out blasphemy.

I bear witness that no one deserves to be worshiped except Allah and I bear witness that Muhammad is the Messenger of Allah
Listen by clicking here

A.I.C.P. The Voice of Moderation