نعوة الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي
بسم الله الرحمن الرحيم إنا لله وإنا إليه راجعون
قال الله تعالى : { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا }
سماحة الشيخ حسام قراقيرة
جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية العلماء والمشايخ في العالم العربي والإسلامي الجمعيات والهيئات الإسلامية في لبنان
ينعون بمزيد من التسليم بقضاء الله وقدره العلامة المحدث الولي الصالح العارف بالله المربي الكبير الشيخ عبد الله الهرري (المعروف بالحبشي)
الذي وافته المنية فجر يوم الثلاثاء 2 رمضان 1429 الموافق 2 ايلول 2008
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه الطيبين الطاهرين.
أيها الإخوة والأخوات
قال الله تعالى في كتابه العزيز " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله لا يقبض العلم ينتزعه انتزاعا من الناس وإنما يقبض العلم بقبض العلماء".
إنني باسمي واسم إخواني في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية وعموم طلاب ومريدي العلامة الشيخ عبد الله الهرري في لبنان والبلاد العربية وافريقيا واوروبا وآسيا واستراليا والأمريكيتين، أنعي إلى الشعب اللبناني والمسلمين في لبنان وعموم الأمة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها الوليَّ الصالح والمربيَّ الفاضل رجلَ العلم والتقوى والورع والزهد والتواضع العلامة الفقيه المحدث الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي الذي توفي رحمه الله فجر اليوم الثلاثاء الثاني من رمضان عام 1429 هجرية الموافق للثاني من أيلول عام 2008 ميلادية.
إن رحيل الولي الصالح العلامة الشيخ عبد الله الهرري خسارة للأمة الإسلامية جمعاء وخسارة للعلم وللعلماء ، وخسارة للجمعيات والهيئات والمؤسسات الإسلامية التي تعرف فضل العلم والعلماء، والحاجة إلى أمثال هذا العالم الكبير خاصة في هذا الزمن العصيب . رحمك الله يا سيدي ويا حبيبي ويا قرة عيني . رحمك الله يا إمام العلماء ويا إمام الزاهدين ويا إمام المتواضعين في هذا العصر الذي لطالما نصحتنا أن نكون فيه متمسكين بالعروة الوثقى، ثابتين على الحق مدافعين عنه مهما تطاولت أمواج الصعاب والفتن.
رحمك الله يا من علمت الناس توحيد الله والعقيدة الحقة وأمور الحلال والحرام، وعلمت الناس كيف تكون الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.
رحمك الله أيها الولي الصالح والمرشد الفاضل ، يا من أرشدتنا إلى سواء السبيل، ودعوتنا إلى سبيل الحق والعدل والاعتدال. رحمك الله يا مربي الأجيال يا من علمتنا كيف نكون في خدمة أوطاننا وكيف نعمل في تحقيق مصالحها ، وكيف نبني المؤسسات مؤسسات العلم والثقافة والمشاريع الخيرية.
لقد كنت بحق يا سيدي مجددَ العصر وشافعيَّ العصر وأشعريَّ العصر ورفاعيَّ العصر. نقول هذا الكلام بلسان المريدين الذين تربوا على يديكم وبلسان المنصفين الذين اختبروا معادن الرجال فوجدوا فيكم علم العلماء العاملين وتواضع الصالحين وتقوى الأولين وزهد العارفين. رحمك الله يا إمامنا ويا شيخنا ويا مرشدنا.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء.
وأنتم يا إخواني ويا أحبائي طلاب ومريدي العلامة المحدث الشيخ عبد الله الهرري في لبنان وجميع أرجاء المعمورة، أسال الله أن يلهمكم الصبر والسلوان وأن يسدد خطاكم ويوفقكم إلى الخير، وييسر لكم سبل الاستفادة والانتفاع مما تركه لنا العلامة الشيخ عبد الله الهرري رحمه الله من مؤلفات ونصائح وإرشادات هي زاد علمي وذخائر نافعة يجدر بنا التمسك بها والعمل بمقتضاها، وكذلك الالتزام بنهج جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية التي كان يمدها بأمداد نظراته ونصائحه والتي قال عنها: إن توجيهات الجمعية توجيهاتي.
وأخيرا أسأل الله أن يتغمد فقيدنا الكبير ومرشدنا الصالح الشيخ عبد الله الهرري بواسع رحمته ويرفع من مقامه ويسكنه فسيح جنانه. وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الشيخ حسام قراقيرة