الفَجرُ المبِينُ بِهجْرةِ النَّبيِّ الأمِينِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ
إن الحمدَ للهِ نحمَدُهُ سُبحانَه وتَعالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُه، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّـئَاتِ أَعْمَالِنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومن يُضلِلْ فلا هَادِيَ لهُ، الحمدُ للهِ الواجِدِ الماجِد، السَّامِعِ ذِكرَ الذَّاكرِ وَحَمْدَ الحامِدِ، لِعَظَمَتِه رَكَعَ الرَّاكِعُ وَتَذَلَّلَ السَّاجِد، وألقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ شَامِخَاتِ القَواعِدِ، سُبْحَانَه تَنَـزَّهَ عَنِ الشَّرِيكِ وَعَنِ الوَلَدِ وَالوَالِدِ، وَأَقْسَمَ عَلَى وَحْدَانِيَّتِه فِي القُرْءَانِ وَمَا يُنْكِرُ إلاَّ مُعانِد، وأشهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ولا مَثيلَ لَهُ خَلقَ السماواتِ والأرضَ وجعَلَ الظلماتِ والنورَ، خَلَقَ الشمسَ والقَمَرَ، خَلَقَ الملائِكَةَ وَالجِنَّ وَالبَشَرَ، فأَنَّى يُشْبِهُ الخَالِقُ مَخْلُوقَهُ يَسْتَحِيلُ أَنْ يُشْبِهَ الخالِقُ مخلوقَه، وأشهدُ أنَّ سيدَنا وحبيبَنا وَعَظِيمَنَا وقائِدَنا وقرَّةَ أعيُنِنا مُحَمَّدًا عَبْدُه وَرَسُولُه وَصَفِيُّه وَحبيبُه بلَّغَ الرِّسالَةَ وأدَّى الأمانَةَ ونصَحَ الأُمَّةَ فجزاهُ اللهُ عنا خيرَ ما جَزَى نبيًا من أنبيائِه الصلاةُ والسلامُ عليك يا سيدِي يا علمَ الهدَى يا مُعَلِّمَ الناسِ الخيرَ يا أبَا الزَّهراءِ يا محمد.
أما بعدُ عبادَ الله، فإني أوصيكم ونفسِي بتقوَى اللهِ العليِّ العظيم، أوصيكُم بالاستِعْدادِ لِيَومِ الموقِفِ العَظِيمِ، لِلْيَوْمِ الذِي لا يَنْفَعُ فيهِ المالُ ولا البَنُون إِلاَّ مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ، وَارْتَقِبُوا الموتَ فإِنَّما هِيَ أنفاسٌ مَعْدُودَةٌ وَعُمُرٌ يَفْنَى وَأَيَّامٌ تَنْقَضِي وهذهِ دُنيا مَصِيرُها لِلزَّوالِ، فَلْيَحْرِصْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا على بِنَاءِ قَبْرِهِ، عَلَى التَّزَوُّدِ لآخِرَتِه فِي مُحاسَبةِ نَفْسِه.
يقولُ رَبُّنا تبارَكَ وتعالَى: ﴿إلاَّ تَنْصُرُوه فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الذينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا﴾.
بُعِثَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في مَكَّةَ ولهُ مِنَ العمُرِ أَرْبَعُونَ سَنَةً، بَقِيَ فِي مَكَّةَ بعدَهَا ثَلاثَةَ عَشَرَ عَامًا يَدْعُو النَّاسَ جَهْرًا إلَى تَوحِيدِ اللهِ قائِلاً لَهُم: "قُولُوا: لا إلهَ إلاَّ اللهُ تُفْلِحُوا" بِلا فُتُورٍ بِلا مَلَلٍ، حَصَلَتْ بَعْدَها حَادِثةٌ عَظِيمَةٌ وخُطْوَةٌ مُباركَةٌ، إِنَّها الهِجْرَةُ النَّبوِيَّةُ الشَّريفَةُ التي تَحْمِلُ معَها معنَى الصَّبْرِ وَالثَّباتِ وَالالتِزَامِ بِالأَوامرِ الإِلهيَّةِ. اشتَدَّ الأذَى عَلَى المسلِمِينَ، وَيَأْذَنُ الرَّسُولُ لأصحَابِه بِالهِجرَةِ. يُهَاجِرُ المسلمونَ في موجتينِ إلى تلكَ البلادِ الغريبة، هجرةٌ إلى الحبشةِ وهجرةٌ إلى المدينةِ. يحمِلونَ معهم خُلُقًا رفِيعًا وَدَعْوَةً حَقَّةً وَإِقْبَالاً عَلَى نَشْرِها. هِجْرَةٌ للهِ، لا للدُّنيا وَلا لِلجاهِ، ولا للرَّاحةِ، بَل لإِقَامَةِ صُرُوحِ العَدْلِ وَالحقِّ وَنَشْرِ التَّوحِيدِ في جزيرةِ العربِ وأرجاءِ المعمورة.
وكانَ مِنْ بينِ المهاجرينَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عنه فَإِنَّهُ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ معَ أربعِينَ مِنَ المُسْتَضْعَفِينَ في وَضَحِ النَّهارِ وَلَمْ يَتَجَرَّأْ أَحَدٌ أن يَحُولَ دُونَه وَدُونَ الهِجْرةِ. هذَا عُمَرُ الذِي قَالَ فِيهِ الحبِيبُ محمدٌ: "اللهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلامَ بأَحَدِ العُمَرَينِ"، وقالَ أَيْضًا فِيهِ: "عُمَرُ مِصْبَاحُ أَهْلِ الجَنَّةِ"، وَقَالَ: "مَا لَقِيَكَ الشَّيطَانُ سَالِكًا فَجًّا إلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّك".
وقد ذَكَرَ ابْنُ الجَوزِيِّ في كِتَابِ التَّبْصِرَةِ أنَّ عُمَرَ لَمَّا طُعِنَ جَاءَهُ ابنُ عَبَاسٍ فَقَالَ: "يا أميرَ المؤمنِين لتَهْنَأْكَ الجنَّة فَواللهِ إنَّ إسْلامَكَ كَانَ لَعِزًّا وَإِنَّ هِجْرَتَكَ لفَتْحًا وَإِنَّ وِلايتَك لعَدْلا" فقالَ عُمَرُ: "يَا ابْنَ عباس غُرَّ غيرِي بذَلِكَ، أَتَشْهَدُ لِي بِذَلكَ عِنْدَ اللهِ" فَسَكَتَ ابنُ عباسٍ وكانَ بينهم عليٌّ فقال عليُّ بنُ أبي طالب: "نَعَم يا أميرَ المؤمنِينَ نَشْهَدُ لَكَ بِذلِكَ عندَ اللهِ" مَاتَ مَظْلومًا، وَلكن بَعدَ وفاتِهِ بِمائةِ عَامٍ انْهَدَمَ جِدَارُ قَبْرِه فَبَانَتْ قَدَمَاهُ وَكَأَنهُ نَائِمٌ رضيَ اللهُ عنهُ وأرضاهُ. هنيئًا لِعُمَرَ، هنيئًا لمن يَخْرُجُ من هذه الدنيا على كامِلِ الإيمان. وينتَظِرُ الصِّديقُ أبو بكر الإِذْنَ بِالهِجْرَةِ إلَى المدينَةِ وَيَسْأَلُ النَّبِيَّ ولكنَّه يقولُ له: "لا تَعْجَلْ لَعَلَّ اللهَ أن يَجْعَلَ لكَ صَاحِبًا" حَتَّى يأتِيَ ذلكَ اليَوْمُ الذي يذهَبُ فيهِ الرَّسُولُ إلى أبِي بكرٍ وهو يَقولُ: "أَذِنَ اللهُ لِي بالخروجِ والهِجْرَةِ" فيقولُ أبو بكر مُتَلَهِّفًا: "الصُّحبَةَ يا رَسولَ الله"، فَيُرَافِقُ رَسولَ اللهِ فإذا بالدَّمعِ يَنْـزِلُ مِنْ عَيْنَي أبي بَكرٍ وَهُو يبكِي فرحًا بصُحبةِ خيرِ الرُّسُلِ صَلَواتُ اللهِ وسلامُه عليهِ. وينطَلِقُ الرَّكبُ نحوَ المدينة، رَسُولُ اللهِ وأبو بكرٍ ودليلٌ معهُما فإذا وَصَلَ إلَى خارجِ مكةَ يلتفِتُ إليها ويقولُ: "إنَّكَ أحَبُّ البِلادِ إلى اللهِ ورسولِه ولولا أنَّ أَهْلَكِ أخرجُوني منكِ ما خرجْتُ".
ولن نَنْسَى تلكَ الحادِثةَ العَظِيمَةَ عِنْدَ دخولِ رسولِ اللهِ وأبو بكرٍ الغَارَ وَصَنَاديدُ قُرَيْشٍ وراءَهم، إِذْ يَقُولُ الصِّدِّيقُ: "يا رَسُولَ اللهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَهم يَنْظُرُ إلَى قَدَمَيْهِ لأَبْصَرَنا " فيجيبُ الرسولُ بلِسَانِ الصَّبْرِ وَالتَّوَكُّلِ وَاليَقِينِ: "يا أبا بَكرٍ مَا ظَنُّكَ بِاثْنَيْنِ اللهُ ثالِثُهُمَا" يقولُ اللهُ تبارك وتعالى: ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِه لا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنا﴾ ليسَ مَعْنَى الآيةِ أَنَّ اللهَ حَلَّ في الغَارِ لأَنَّهُ سُبْحَانَهُ لا ينْحَلُّ في الأَجْسَامِ، لا يَحُلُّ في شَىْءٍ ولا يَنْحَلُّ مِنْهُ شَىْءٌ بَلْ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الذِي لَيْسَ كَمِثْلِه شَىْءٌ وَهُوَ تَعالَى غَنِيٌ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ عَنِ الزَّمَانِ وَالمكَانِ فلا يَسْكُنُ أَرْضًا ولا سَمَاءً بَلْ هُوَ تباركَ وتَعالَى مَوْجُودٌ لا يُشْبِهُ الموجودَاتِ مَوْجُودٌ بِلا كَيْفٍ وَلا مَكَانٍ، مَوْجُودٌ بِلا مَكانٍ.
يَتْركُ رَسُولُ اللهِ مَكَّةَ وَفِي فِراشِهِ عَليُّ بنُ أبي طالِبٍ بعدَ أَنْ أَتَاهُ جِبْريلُ قائلاً: "يا مُحَمَّدُ لا تنَمْ هذه الليلةَ في فراشِكَ الذِي كُنْتَ تَبِيتُ فيهِ" فَيَمْتَثِلُ المصطَفَى للأَمْرِ الإلهِيِّ ويَقُولُ لعَلِيٍّ: "نَمْ في فِراشِي وَتَسَجَّى بِبُردِي هَذَا فنَمْ فيهِ فإنَّهُ لَنْ يَخْلُصَ إلَيْكَ شَىْءٌ تَكْرَهُهُ" ويَخْرُجُ رَسُولُ اللهِ وَيَرْمِي المشرِكينَ الذِينَ يُريدُونَ الكَيْدَ بِهِ بِالتُّرابِ وَهُوَ يَقْرَأُ "يس" حتَّى يَخْرُجَ مِنْ مَكَّةَ. أَجَّلَ رسولُ الله علياً رضيَ اللهُ عنهُ ثَلاثَ أَيَّامٍ لِيُؤدِّيَ الأَمَانَاتِ إلَى أَهْلِها ففَعَلَ ثُمَّ لَحِقَ بِالنَّبِيِّ الأَعظَمِ رَضِيَ اللهُ عنهُ الذي قالَ فيهِ رسولُ اللهِ لابْنَتِهِ فاطمَةَ: "لَقَدْ زَوَّجْتُكِ سَيِّدًا فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ". وَفِي المدينَةِ يُؤاخِي النَّبِيُّ بَيْنَ المهاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَيَبْقَى فيهَا عَشرَ سِنِينَ يَنْشُرُ دِينَ اللهِ إلَى أَنْ قُبِضَ رَسُولُ اللهِ بعدَ هِجْرَتِهِ بِعَشْرِ سِنينَ في بَيْتِ عائشةَ ودُفِنَ هناك. هذهِ الهِجْرَةُ النبويةُ التي نتعلَّمُ منها معانِيَ الصَّبْرِ والثَّباتِ، فالمصَائبُ لَنْ تَزِيدَنا إلاَّ رِضًى عَنِ الله، قُدُمًا إلى الخيرِ، قُدُمًا إلى طَرِيقِ الجَنَّةِ، فَالصَّبْرُ بِكَافَّةِ أَنْوَاعِهِ ضِيَاءٌ لِلْقُلُوبِ وَرِفْعَةٌ عِنْدَ الله. وتبقَى لَنَا مَوْعِظَةٌ مِنْ كَلامِ عُمَرَ: "حَاسِبُوا أنفُسَكم قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَزِنُوا أنفُسَكم قبلَ أَنْ تُوزَنُوا". هذا وأستغفرُ اللهَ لِي وَلَكُم.
الخطبة الثانية:
إن الحمدَ للهِ نحمَدُهُ سُبحانَه وتَعالَى وَنَسْتَهْدِيهِ وَنَشْكُرُه، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شُرورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّـئَاتِ أَعْمَالِنا، مَن يهدِ اللهُ فلا مُضِلَّ لَهُ ومن يُضلِلْ فلا هَادِيَ لهُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأشهدُ أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه وصفيُّه وحبيبُه صلَّى اللهُ عليهِ وعلى كلِّ رسولٍ أرسلَه.
أما بعدُ، عِبَادَ اللهِ اتَّقُوا اللهَ في السِّـرِّ والعَلانِيةِ، واعلَمُوا أنَّ اللهَ لا تَخْفَى عليهِ خَافِيَةٌ واعلَمُوا أَنْ أَعْظَمَ نِعْمَةٍ يُؤتاهَا الإِنسانُ الإِيمَانُ بِاللهِ وَرَسولِه. فَلْيَفْرَحِ الوَاحِدُ مِنَّا بِإِيمَانِهِ وَلْيَحْرِصْ على أن يُحافِظَ على هذهِ النِّعْمَةِ العَظِيمةِ لأنَّ مَنْ فَقَدَ هذهِ النعمةَ ومَاتَ وهو فاقِدٌ لهَا فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فيهَا أَبَدًا. يَقُولُ ربُّنا تبارك وتعالى: ﴿إنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أن يُشْرَكَ بهِ ويَغْفِرُ ما دونَ ذلك لمن يشاءُ﴾ وعن أنسٍ رضيَ اللهُ عنه قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: قالَ اللهُ تعالى: "يا ابنَ ءادمَ إنَّكَ ما دَعَوْتَنِي ورجَوْتَنِي غَفَرْتُ لكَ على ما كانَ مِنْكَ ولا أُبَالِي، يَا ابْنَ ءادَمَ لو بَلَغَتْ ذُنوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لكَ، يا ابْنَ ءادَمَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرابِها مَغْفِرَة". فأُوصِيكُم ونفسِي بالثباتِ على دينِ الإِسْلامِ الذِي فِيهِ النَّجاةُ فِي الآخِرَةِ.
واعلَموا أنَّ اللهَ أمرَكُمْ بأمْرٍ عظيمٍ، أمرَكُمْ بالصلاةِ والسلامِ على نبيِهِ الكريمِ فقالَ: ﴿إنَّ اللهَ وملائكتَهُ يصلُّونَ على النبِيِ يَا أيُّهَا الذينَ ءامَنوا صَلُّوا عليهِ وسَلّموا تَسْليمًا﴾، اللّـهُمَّ صَلّ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا صلّيتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيم وبارِكْ على سيّدِنا محمَّدٍ وعلى ءالِ سيّدِنا محمَّدٍ كمَا بارَكْتَ على سيّدِنا إبراهيمَ وعلى ءالِ سيّدِنا إبراهيمَ إنّكَ حميدٌ مجيدٌ، يقول الله تعالى: ﴿يا أيُّها الناسُ اتَّقـوا رَبَّكـُم إنَّ زلزَلَةَ الساعَةِ شَىءٌ عَظِيمٌ يومَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حملَها وَتَرَى الناسَ سُكارَى ومَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عذابَ اللهِ شَديدٌ﴾، اللّـهُمَّ إنَّا دعَوْناكَ فبجاه محمّد استجبْ لنا دعاءَنا، اللهم بجاه محمّد اغفرِ لنا ذنوبَنا وإسرافَنا في أمرِنا، اللّـهُمَّ اغفِرْ للمؤمنينَ والمؤمناتِ الأحياءِ منهُمْ والأمواتِ ربَّنا ءاتِنا في الدنيا حسَنةً وفي الآخِرَةِ حسنةً وقِنا عذابَ النارِ، اللّـهُمَّ بجاه محمّد اجعلْنا هُداةً مُهتدينَ غيرَ ضالّينَ ولا مُضِلينَ، اللّـهُمَّ بجاه محمّد استرْ عَوراتِنا وءامِنْ روعاتِنا واكفِنا مَا أَهمَّنا وَقِنا شَرَّ ما نتخوَّفُ. عبادَ اللهِ إنَّ اللهَ يأمرُ بالعَدْلِ والإحسانِ وإيتاءِ ذِي القربى وينهى عَنِ الفحشاءِ والمنكرِ والبَغي، يعظُكُمْ لعلَّكُمْ تذَكَّرون. اذكُروا اللهَ العظيمَ يذكرْكُمْ واشكُروهُ يزِدْكُمْ، واستغفروه يغفِرْ لكُمْ واتّقوهُ يجعلْ لكُمْ مِنْ أمرِكُمْ مخرَجًا، وَأَقِمِ الصلاةَ.